في خطوة غير مسبوقة تعكس تزايد الاهتمام الدولي بكرة القدم الإفريقية، شهدت العاصمة المصرية القاهرة يوم أمس الأحد، توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي، برعاية المفوضية الأوروبية، وتمتد هذه الشراكة لثلاث سنوات، وتهدف إلى دعم بطولات كروية كبرى في القارة، من بينها كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025، ونسخة 2027 التي ستقام في كينيا وتانزانيا وأوغندا، إلى جانب بطولة السيدات المغرب 2024، ومبادرات تطوير كرة القدم المدرسية، في إطار رؤية شاملة تدمج الرياضة بالتعليم والتنمية المستدامة.
وتمثل هذه الشراكة خطوة محورية ضمن استراتيجية البوابة العالمية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى استثمار 150 مليار يورو في القارة الإفريقية بحلول 2027، وأكد باتريس موتسيبي، رئيس الكاف، أن الاتفاق يعكس التزاما مشتركا بتطوير كرة القدم في المدارس وتعزيز دورها كأداة تعليمية واجتماعية، مشيرا إلى تخصيص 10 ملايين دولار لدعم كرة القدم المدرسية، كجزء من الجهود الرامية إلى تمكين شباب القارة، الذين يتجاوز عددهم 400 مليون شاب.
من جانبه، شدد جوزيف سيكيلا، مفوض الشراكات الدولية في الاتحاد الأوروبي، على أهمية الدمج بين التعليم والرياضة لإطلاق العنان لإمكانات الشباب الإفريقي، مشيرا إلى أن بطولة المدارس ستتوسع لتشمل 33 ألف مؤسسة تعليمية في مختلف أنحاء القارة، كما أبرز أن النجاح الجماهيري الكبير لبطولات الكاف، التي استقطبت أكثر من 2.4 مليار مشاهد عالميا، يؤكد القوة الناعمة للرياضة كأداة للتقارب الثقافي والتغيير الإيجابي.
وتعد هذه الاتفاقية أول تعاون بهذا الحجم بين الكاف ومنظمة دولية، ما يعكس الثقة المتزايدة في إمكانات الكرة الإفريقية، ويعزز التعاون بين أوروبا وإفريقيا في مجالات التعليم، حماية اللاعبين، وترويج البطولات في المهجر، وبذلك، تشكل هذه الخطوة نقلة نوعية نحو بناء مستقبل أكثر إشراقا للشباب الإفريقي، من خلال الرياضة كجسر للتنمية والفرص.

التعليقات 0