في زمن تتسارع فيه خطوات النجوم نحو العالمية، تبرز بعض القصص التي تجسد المعنى الحقيقي للتكوين الكروي الناجح، ومن أبرزها مسيرة النجم السنغالي باب ماتار سار، الذي بدأت رحلته من أكاديمية جينيراسيون فوت الشهيرة، الفريق الذي واجه حسنية أكادير في كأس الكونفدرالية الإفريقية عام 2018، حيث شارك سار كبديل في الدقيقة 75.

باب ماتار سار لم يحتج وقتًا طويلا ليلفت الأنظار، فبعد انتقاله إلى نادي ميتز الفرنسي الذي تربطه شراكة استراتيجية مع الأكاديمية السنغالية، أبان عن نضج تكتيكي وجودة فنية لافتة في موسم واحد فقط، ما جعله هدفا لعدد من الأندية الأوروبية الكبرى، وفي خطوة طموحة، قرر نادي توتنهام الإنجليزي ضمه سنة 2021 في صفقة بلغت 17 مليون يورو، قبل أن يعيده معارا لموسم آخر إلى ميتز، ليمنحه فرصة مواصلة التطور في بيئة يعرفها، وفي موسم 2022، ارتدى القميص الأبيض رسميا، وبدأ في كتابة فصول التألق في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وبلغت القصة ذروتها هذا العام بتتويجه بلقب الدوري الأوروبي يوم أمس ضد مانشستر يونايتد، محطة مجيدة في مسيرة لاعب شق طريقه من شوارع السنغال إلى منصات التتويج في أوروبا، ورغم كل هذه النجاحات، تبقى نقطة البداية درسا بالغ الأهمية، من ناحية التكوين الجيد وتعليم الأطفال الأسس الصحيحة للعبة هو حجر الأساس لأي مشروع كروي ناجح، باب ماتار سار اليوم هو تجسيد حي لهذا النهج، ونموذج يحتذى به لكل ناشئ يحلم بالصعود من الملاعب الترابية إلى أضواء العالم.
التعليقات 0