في مشهد يعكس ازدواجية المعايير داخل بعض وسائل الإعلام الرياضية الكبرى، أثار تغييب صورة الدولي المغربي أشرف حكيمي من الغلاف الخاص بدوري أبطال أوروبا في صحيفة ليكيب الفرنسية، رغم تألقه اللافت مع باريس سان جيرمان، موجة من الإنتقادات داخل الأوساط الكروية المغربية. المفارقة أن الصحيفة ذاتها اعتادت إبراز صورة حكيمي في تغطية هزائم الفريق خاصة في مونديال الأندية الأخير، بينما تحتفي باللاعب الفرنسي عثمان ديمبيلي في لحظات الإنتصار، ما فتح باب التساؤلات حول معايير التغطية الإعلامية ودرجة الإنصاف في إبراز إنجازات اللاعبين.

وفي حديثه لجريدة ”آشكاين سبورت“ عن هذا الموضوع، أكد الدكتور منصف اليازغي، الباحث في السياسات الرياضية، أن الإعلام الرياضي الفرنسي لا يختلف كثيرا عن الإعلام السياسي والإقتصادي في طريقة تعاطيه مع القضايا المتعلقة بالمهاجرين أو ذوي الأصول العربية، وأوضح أن الإعلام الفرنسي غالبا ما يربط الجريمة بالأصول العربية، حتى إن كان الجاني فرنسيا وذو أصول عربية، إذ يعنون الخبر بعبارات مثل “مجرم من أصول عربية”، سواء كانت مغربية أو جزائرية أو تونسية، أما في حالات الإنجاز والنجاح، فيتم طمس الهوية الأصلية، ويقدم الشخص على أنه “فرنسي” فقط، حتى وإن كان اسمه عربيا واضحا.

وأشار اليازغي إلى أن هذا النمط الإعلامي تكرر مع العديد من اللاعبين ذوي الأصول العربية الذين مثلوا فرنسا، مثل زين الدين زيدان، كريم بنزيمة، فرانك ريبيري، وعادل رامي، فهؤلاء يقدمون كرموز للنجاح الفرنسي، دون الإشارة إلى أصولهم المغاربية، على عكس ما يحدث عندما تكون التغطية سلبية.
وأضاف أن هناك تفضيلا واضحا في الإعلام الفرنسي لعثمان ديمبيلي، الذي تعود أصوله إلى موريتانيا، ويحمل الجنسية الفرنسية، حيث تسعى الصحافة هناك لتلميعه وتقديمه كمرشح مثالي للفوز بالكرة الذهبية، في المقابل، يتم تهميش إنجازات أشرف حكيمي، رغم أنه قدم موسما أفضل بكثير من ديمبيلي، على حد تعبيره، واعتبر اليازغي أن هذا التحيز يترجم من خلال توظيف “ماكينات إعلامية” تعتمد على الصورة والعنوان بطريقة غير مباشرة يصعب على القارئ العادي تفكيكها.
وتوقف اليازغي أيضا عند تصريح ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان، الذي رشح ديمبيلي للفوز بالكرة الذهبية، متسائلا عن مدى منطقية هذا الاختيار في ظل وجود حكيمي ضمن نفس الفريق، وبأداء أفضل. وختم بالقول: “هل سيأخذ المصوتون على الفائز بالكرة الذهبية بعين الاعتبار أن القارة الإفريقية لم تحصد هذه الجائزة منذ أكثر من ثلاثين عاما، منذ فوز الليبيري جورج وياه؟ وهل سيكسرون حاجز التمييز، ويعترفون بلاعب عربي ومغربي كأحق بالفوز بها؟”
التعليقات 0