تحقيق جديد يعيد قضية حكيمي إلى الواجهة

عاد اسم الدولي المغربي أشرف حكيمي، نجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، إلى واجهة الجدل بعد أن كشفت صحيفة “ليكيب” الفرنسية عن تفاصيل جديدة في القضية التي تعود إلى مارس 2023، حين وجهت إليه تهمة الاغتصاب من طرف شابة تعرف عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التحقيق الجديد جاء متزامنا مع ما أوردته صحيفة “لو باريزيان”التي أكدت أن النيابة العامة في نانتير طالبت بإحالة حكيمي إلى المحكمة الجنائية المحلية لمحاكمته بتهمة الاغتصاب، وهو ما اعتبرته محاميته فاني كولين إجراء غير منطقي بالنظر إلى ما اعتبرته أدلة دامغة على زيف رواية المشتكية، مؤكدة أنها ستسلك كل مسارات الطعن الممكنة إذا تم الأخذ بتلك التوصية.

التحقيق الصحفي المطول الذي نشرته “ليكيب” كشف معطيات مثيرة، من أبرزها محتوى الرسائل النصية التي تبادلتها المشتكية مع إحدى صديقاتها قبل اللقاء بحكيمي وأثناءه، والتي لم يتم تسليمها بالكامل للمحققين، الرسائل أظهرت أن الفتاة كانت تخطط بشكل مسبق لما وصفه دفاع اللاعب بمحاولة استدراج، وتضمنت عبارات تدعو إلى التصرف كأنها امرأة فاتنة ومحاولة الحصول على رموز الدخول والاستفادة من الموقف، في حين استعملت صديقتها تعابير فيها تحريض مباشر على استغلال حكيمي، منها: “سنستدرجه” و”تظاهري بأنكي بريئة”، هذه الرسائل أظهرت نية مبيتة لا تتماشى مع سردية الضحية المفترضة، الأمر الذي اعتبره دفاع اللاعب دليلا واضحا على سعي الشابة لاستغلال شهرته وثروته.

رغم أن المشتكية صرحت بأنها تعرضت لضغط وتحرش داخل منزل اللاعب، إلا أن التقرير النفسي الذي خضعت له في مرحلة لاحقة أشار إلى أن أقوالها لا تعكس بشكل واضح رواية ضحية اعتداء جنسي، التقرير قال إن حديثها لا يتسم بالعدائية تجاه اللاعب بقدر ما يعكس استياء من نقص في الاحترام، مضيفا أن ما حدث قد يكون، في نظرها، وضعا غير مريح أكثر منه جريمة، كما أشار إلى أنها ربما لجأت إلى تقديم الشكوى لتجنب الإحراج أو لتفسير سلوكها أمام محيطها، تقرير ثاني صادر عن طبيبة أخرى شدد على أن التصورات التي كانت لدى المشتكية حول ما يجب أن يحصل خلال تلك الليلة اصطدمت برغبات الطرف الآخر، وأن حكيمي لم يكن قادراً على معرفة ما يدور في ذهنها.

التحقيق أورد أيضا شهادات من شخصيات مقربة من حكيمي، من بينهم زميله في الفريق كيليان مبابي، وصديق مشترك يعمل في مجال تصفيف الشعر، بالإضافة إلى ميليسا غاتو، قريبة سابقة لمبابي، كلهم أشاروا إلى أن سلوك اللاعب لا يتماشى مع الاتهامات الموجهة إليه، وأكدوا أنه معروف بانضباطه ووعيه بالمخاطر التي تحيط بالمشاهير في مثل هذه المواقف، كما أشير إلى أن حكيمي استقبل في الليلة ذاتها امرأة أخرى تعرف عليها عبر احدى تطبيقات التعارف، وأنه طلب منها المغادرة بعد أن لاحظ أنه لن يحدث بينهما شيء.

في خضم هذا الجدل، يواصل محامو اللاعب التأكيد على براءته وعلى أن الملف فارغ من الأدلة الحقيقية، بينما لا تزال التحقيقات القضائية جارية، في انتظار قرار القاضي حول ما إذا كان سيتم اعتماد طلب الإحالة إلى المحكمة أم لا، وبين تضارب الروايات والمعطيات النفسية والرقمية، تظل القضية مفتوحة على جميع الاحتمالات، وسط تساؤلات عديدة حول دوافع الشكوى وسياقاتها.