يواصل الدولي المغربي وليد الكرتي كتابة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم المغربية والأفريقية، فبعد المواسم المميزة التي قضاها رفقة الوداد الرياضي، والتي توجت بعدة ألقاب محلية وقارية أبرزها دوري أبطال إفريقيا، السوبر الإفريقي، والبطولة الاحترافية في مناسبات عدة، ها هو اليوم يسير على خطى بداياته الرائعة مع بيراميدز المصري.
وكان الكرتي لاعبا أساسيا في فوز فريقه المصري بأول لقب له في دوري أبطال إفريقيا العام الماضي، بتسجيله لهدف ثمين في المباراة النهائية أمام ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، إضافة إلى دوره المحوري في وسط الملعب، الذي يمزج بين الدفاع والهجوم بكفاءة عالية.
وفي حديثه لجريدة “آشكاين سبورت” عن موهبة الكرتي وتألقه اللافت، أكد اللاعب الدولي والإطار الوطني السابق حسن بنعبيشة، المدير التقني الحالي لنادي الوداد الرياضي، أن اكتشاف وليد جاء سنة 2013 خلال دوري كأس العرب لأقل من عشرين سنة بمدينة القنيطرة والرباط، حيث لم يكن عمره يتجاوز 17 سنة، بمشاركة عشر منتخبات وعدد من المواهب الأخرى مثل آدم النفاتي نجم الرجاء الحالي، وقال بنعبيشة: “كان المشرف السابق للمنتخبات الوطنية بين فيربيك غير معجب بمؤهلات وليد ويضع علامات استفهام حول اختياره، لكنني بقيت مؤمنا بقدراته رفقة الإطار الوطني عبد الله الإدريسي.”
وأشار بنعبيشة إلى أنه كان أول من تنبأ بموهبة الكرتي، تماما كما حدث مع مجموعة من النجوم الذين لمعوا بقميص الوداد مثل كأيوب سكومة وعبد الحق آيت العريف، وأضاف: “لقد حولت مركزه من لاعب خط وسط دفاعي إلى صانع ألعاب يتمتع بحس تهديفي كبير، وهو الأمر الذي عملت معه على تطويره، مما ساعده على التألق في دور الألعاب المتوسطية والألعاب الإسلامية.”

ورغم تألقه الملفت في مصر والمغرب، لا يزال الكرتي غائبا عن قائمة أسود الأطلس منذ تولي وليد الركراكي قيادة المنتخب في عام 2022، وهو ما يثير التساؤلات حول إغفاله لموهبته رغم المستويات الكبيرة التي يقدمها.
وأكد بنعبيشة غياب الكرتي عن المنتخب أمر غير مفهوم، موضحا: “وليد لاعب استثنائي في خط الوسط، وأي مدرب يحلم بوجود لاعب مثله في الفريق، لقد مر بكل الفئات السنية للمنتخب الوطني، من أقل من 17 سنة، مرورا بفئتي 20 و23 سنة، كما تم استدعاؤه للمنتخب الأول رفقة هيرفي رونار ووحيد حاليلوزيتش، وسجل في أول مباراة له مع وحيد، لكنه لم يستدع بعد ذلك رغم مستواه العالي وتألقه في أفضل الأندية الإفريقية.”
أما عن إمكانية عودة الكرتي إلى الوداد في المستقبل، فأوضح بنعبيشة أن الأمر صعب في الوقت الحالي، خاصة بعد تجديد عقده مع بيراميدز لسنتين، وقال: “وليد مرتاح حاليا مع بيراميدز ويقدم مستويات جيدة، وسيظل أحد أبرز الأسماء التي حملت قميص الوداد، وله مسيرة كبيرة، وأتمنى له التوفيق في مشواره القادم.”
ويبقى وليد الكرتي البالغ من العمر 31 سنة، نموذجا للاعب المغربي الذي يثبت أن الموهبة والعمل الجاد يمكن أن يصنعا الفارق، سواء على الصعيد المحلي أو القاري، ومع استمرار تألقه في بيراميدز، يظل الأمل معلقا بأن يحمل قميص المنتخب الوطني في نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة نهاية العام الجاري، ليواصل كتابة اسمه في سجل النجوم الكبار لكرة القدم المغربية.
التعليقات 0