خبير تحكيمي لـ“آشكاين سبورت”: أخطاء الكلاسيكو تكشف ضعف آليات الفار.. والتوقيف ليس الحل الأنسب

بعد إصدار المديرية التقنية الوطنية للتحكيم قرارات تأديبية، على خلفية الأخطاء التحكيمية التي شهدتها مواجهة الرجاء الرياضي وضيفه الجيش الملكي، والتي انتهت مساء أمس بالتعادل السلبي بصفر لمثله، برسم الجولة الثانية من البطولة الاحترافية، حيث تقرر توقيف الحكم الرئيسي للمباراة محسن السوردي لمدة مباراتين، فيما تم توقيف الحكم المساعد في تقنية الفار عبد المنعم بسلام لثلاث مباريات.

وكان نادي الجيش الملكي قد أصدر بلاغا رسميا أعرب فيه عن استيائه الشديد من مجريات اللقاء، مشيرا إلى مجموعة من الحالات التحكيمية المؤثرة، من أبرزها: عدم احتساب ضربة جزاء واضحة في الدقيقة 45، وإلغاء هدف سجله الفريق في الدقيقة 54 بدعوى لمسة يد رغم أن الإعادات أظهرت خلاف ذلك، بالإضافة إلى تراجع الحكم عن احتساب ركلة جزاء ثانية في الدقيقة 68 بعد تدخل تقنية الفيديو، مع الاشارة إلى أن جميع الزوايا لم تعرض على حكم المباراة.

وفي تصريح لجريدة “آشكاين سبورت”، اعتبر حكم نخبة سابقا بالمغرب أيوب الدريوش، ومنتمي حاليا بالجامعة الألمانية كحكم نخبة، أن طاقم التحكيم (الحكم الرئيسي وحكام الفار) أخطأ في تقدير معظم الحالات المتنازع عليها، لكنه نسب جزءا من المشكل إلى طريقة عرض الإعادات التلفزيونية، قال الدريويش: “اللقطة الأولى التي طالب بها الجيش بركلة جزاء بداعي لمس بانون الكرة بيده، صعبة الجزم بسبب الزوايا التي عرضت على الحكم، والتقني المتحكم في الفار كان له دور كبير في إرباك قرار الحكم لأن الزاوية المعروضة لم تظهر تفاصيل اللمس بوضوح، والفار لم يقر بوجود ركلة جزاء وهو الأمر الذي اشار له الحكم بعدم لمس الكرة ليد بانون.”

أيوب الدريوش

وبشأن الهدف الذي ألغي لصالح الجيش بداعي لمس أنس باش للكرة بيده، رأى الدريوش أن الهدف مشروع وأن الإعادات أظهرت تباينا في الزوايا، فبينما تظهر الزاوية الخلفية لمسا، تظهر الزاوية الأمامية أن الكرة لم تلمس يد اللاعب، مما يجعل القرار غير قطعي.

أما اللقطة التي أعلن فيها في البداية حكم مساعد احتساب ركلة جزاء إثر عرقلة يوسف الفحلي داخل منطقة الجزاء ثم ألغي القرار بعد مراجعة الفار، فأكد الدريويش أن إلغاءها كان قرارا سليما، موضحا أن اليد الموضوعة من طرف بلعمري على كتف الفحلي لم تؤثر في توازنه، وسقوط الفحلي بدا مبالغا فيه قليلا، وأن الاحتكاك في كرة القدم وارد.

كما نوه الدريوش بأن بطء حكام الفار في إعلان آرائهم بعد العودة إلى الإعادات يمثل عائقا سلبيا على مجرى المباريات، مشيرا إلى أن الحكام الرئيسيين عادة لا يقضون وقتا طويلا على شاشة المراجعة، في حين يأخذ فريق الفار وقتا أطول لتحليل الحالة، وهو ما يستدعي إعادة نظر في آليات العمل والتنسيق بين الطاقمين.

وعاد الدريوش إلى مقارنة سابقة، مذكرا بمباراة الكلاسيكو بين الرجاء والجيش في دوري أبطال إفريقيا العام الماضي التي أدارها الحكم السنغالي سي علي، مشيرا إلى أن اللقاء نال استحسان الجميع رغم غياب تقنية الفار، مما يفتح النقاش حول الكيفية الأفضل لإدارة المباريات محليا، وقد اقترح الدريوش الاستعانة بحكام أجانب لإدارة تقنية الفار كما هو معمول في بعض الدوريات الأوروبية كالدوري الإسباني، معتبرا أن ذلك قد يساهم في إعادة الفرجة إلى المباريات الوطنية.

وبخصوص العقوبات التي تبعتها مباريات أخرى في البطولة الاحترافية، كحالة أمين المعطاوي في مباراة حسنية أكادير واتحاد طنجة التي أدت إلى توقيفه لمباراة واحدة، وتوقيف الحكم المساعد بالفيديو جمال بلبصري لمباراتين، شدد الدريويش على أن إصدار عقوبات فورية دون معالجة القضايا البنيوية قد لا يكون الحل الأمثل.

ودعا الدريوش إلى إجراء وقفة فكر تتضمن جلسة تقييم فنية مستقلة لطاقم الحكام وتحليل الأخطاء، ثم وضع خطة تصحيحية تتضمن تكوينا مكثفا، مراجعة إجراءات التعيين، ومعايير مراقبة شفافة، وإجراءات محاسبة واضحة، لأن معالجة الأسباب أفضل من محاسبة الأفراد وحدهم وتمنع تكرار الهفوات.

مواضيع ذات صلة

18 سبتمبر 2025 - 14:49

الجيش الملكي يمدد عقد نجميه

18 سبتمبر 2025 - 13:28

أسود الأطلس أمام اختبار ودي جديد

18 سبتمبر 2025 - 11:48

سيميوني: “تعرضت للإهانة لمدة 90 دقيقة”

18 سبتمبر 2025 - 11:35

إصابة قوية تبعد نجم الوداد لستة أسابيع

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.