التزارني لـ”آشكاين سبورت”: ألعاب القوى المغربية تحتضر.. وتتويج البقالي بمثابة شجرة تخفي غابة من الفوضى

عاد المغرب بخيبة أمل من بطولة العالم لألعاب القوى التي احتضنتها العاصمة اليابانية طوكيو، بعدما اكتفى بميدالية فضية وحيدة كانت من نصيب البطل الأولمبي سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع، لتكون بذلك الإنجاز الوحيد للمشاركة المغربية، ذكورا وإناثا، عبر مختلف التخصصات.

وقد حمل البقالي مشعل الراية الوطنية أمام نخبة من الأبطال العالميين، مواصلا حضور أسماء مغربية على منصة التتويج، التي لطالما عرفت صعود عمالقة أمثال هشام الكروج، سعيد عويطة، نزهة بدوان وغيرهم من الأبطال الذين شرفوا المغرب في بطولات العالم عبر التاريخ.

وضمت القائمة المغربية المشاركة في البطولة 19 عداء وعداءة وهم سعد حنتي في سباق 400 متر حواجز رجال (لم يشارك بسبب تمزق عضلي)، معاذ الزحافي، عبد الرحمن عسال، عبد العاطي الكص في 800 متر رجال، وآسية رزيقي وسكينة حجي في 800 متر سيدات، كما شارك أنس الساعي، فؤاد مسعودي، حفيظ رزقي في 1500 متر رجال، وبهية العرفاوي في 1500 متر سيدات، وفي سباق 3000 متر موانع رجال شارك كل من سفيان البقالي، صلاح الدين بن يزيد، محمد تيندوفت، مصطفى الفايد، فيما لم يخض البقالي منافسات 5000 متر، أما سباقات الماراثون رجال فشارك فيها عثمان الكومري، محمد رضا الأعرابي، سفيان بوقنطار، بينما مثل المغرب في الماراثون سيدات كل من فاطمة الزهراء كردادي، رحمة الطاهيري، كوثر فركوسي.

وفي تصريح لجريدة “آشكاين سبورت”، أكد الصحفي الرياضي إدريس التزارني أن حصيلة المغرب في هذه البطولة تظل مرعبة وتنذر بنهاية أم الرياضات في المغرب إذا استمر الوضع على ما هو عليه، في ظل غياب مقومات النجاح مستقبلا، وأوضح أن التوجه إلى طوكيو بقائمة تضم 19 عداء وعداءة، وهي أكبر مشاركة عربية، والعودة بميدالية وحيدة، يعكس حجم الترهل والتشردم الذي تعرفه ألعاب القوى المغربية، وأضاف أن عدم القدرة حتى على التنافس في المسافة التي كان المغرب يتسيدها تاريخيا مؤشر دال على عمق الأزمة.

أدريس التزارني

وجاءت النتائج متباينة بين فضية البقالي، والإقصاء المبكر لأغلب الأبطال، فضلا عن انسحاب أربعة عدائين من أصل ستة شاركوا في سباقات الماراثون، وعدم قدرة آخرين على التأهل للأدوار النهائية، ورجح التزارني أسباب هذا الإخفاق إلى غياب رؤية واضحة لدى الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، وفشلها في التدبير والتسيير، إضافة إلى ضعف الدعم الموجه للرياضيين، وغياب إعداد عناصر من المستوى العالي كما ينص على ذلك القانون 30.09.

وقد برزت خلال البطولة أسماء عدائين مغاربة اختاروا حمل ألوان دول أخرى، وهو ما زاد من حسرة الجماهير المغربية عن فقدان أبطالها بأسباب مجهولة، فقد أحرز إسحاق ناظر ذهبية 1500 متر بإسم البرتغال، بينما فازت نادية باتوليتي بفضية 10000 متر باسم إيطاليا، وظفر إلياس العوني ببرونزية الماراثون أيضا تحت راية إيطاليا، وذكر التزارني بأن هذه الحالات ليست جديدة، إذ سبق أن شارك العداء المغربي زهير الطالبي في أولمبياد باريس 2024 ممثلا الولايات المتحدة الأمريكية.

وباعتبار أن سفيان البقالي كان حاملا للذهبية في النسخة السابقة من بطولة العالم بالمجر عام 2023، فإن تتويجه بالفضية هذه المرة لم يسعده ولا الجماهير المغربية، إذ رأى التزارني أن فوزه غالبا ما يشكل شجرة تخفي غابة من الفوضى، وأكد أن تتويجاته السابقة، سواء في بطولتي العالم بيوجين وبودابست أو في أولمبياد طوكيو وباريس، لم تنجح في إخفاء أزمة ألعاب القوى الوطنية التي تفتقد إلى مشروع رياضي متكامل.

واختتم التزارني حديثه بالتأكيد على أن واقع ألعاب القوى المغربية يستوجب تغييرا جذريا، من خلال عقد مناظرة وطنية لتقييم الوضع واستشراف المستقبل ومواكبة التطورات الدولية، كما دعا إلى حل الجهاز الجامعي الحالي، وإبعاد كل الأسماء التي تحملت المسؤولية في السنوات الأخيرة، وتعيين لجنة إدارية وطنية تضم كفاءات نزيهة وذات مصداقية، تأخذ فترة انتقالية لإعادة البناء والقطع مع الممارسات القديمة.

وطالب التزارني أيضا بإعادة النظر في القوانين المنظمة للتأهيل والتصويت بما يضمن قواعد فاعلة، وفرض شروط صارمة على الأندية والفرق للحد من تفريخ “الدكاكين” الرياضية التي تستغل اللعبة لتحقيق مكاسب شخصية.

مواضيع ذات صلة

22 سبتمبر 2025 - 21:53

رسميا.. ديمبيلي يتوج بالكرة الذهبية 2025

22 سبتمبر 2025 - 21:45

نايف أكرد يقود مارسليا لتحقيق فوز تاريخي على رفاق حكيمي

22 سبتمبر 2025 - 21:32

باريس سان جيرمان يحصد جائزة أفضل نادي في العالم 

22 سبتمبر 2025 - 21:09

جيوكيريس ينال جائزة أفضل هداف في العالم

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.