في إنجاز تاريخي غير مسبوق للكرة المغربية والعربية، توج المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة بطلا لكأس العالم للشباب، عقب فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بهدفين دون رد، في المباراة النهائية التي احتضنها الملعب الوطني خوليو مارتينيز برادانوس بالعاصمة التشيلية سانتياغو.
وشهدت المباراة حضورا جماهيرياً مغربيا غفيرا، بعدما تكبدت أعداد كبيرة من المشجعين عناء السفر في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة نحو الشيلي عبر رحلات خاصة من داخل وخارج الوطن، إلى جانب حضور شخصيات رياضية وسياسية بارزة، من بينها فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، إضافة إلى رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الأفريقي باتريس موتسيبي.
ودخل أشبال الأطلس المباراة بقوة وبروح قتالية عالية، حيث افتتح النجم ياسر الزابيري حصة التسجيل في الدقيقة 12 من ركلة حرة مباشرة رائعة سكنت شباك الحارس الأرجنتيني سانتينو باربي، بعد لجوء الحكم إلى تقنية الفيديو إثر احتجاج المنتخب المغربي، بناء على طلب المدرب محمد وهبي عبر البطاقة الخضراء.
واستمرت السيطرة المغربية على مجريات اللعب بفضل الانضباط التكتيكي والسرعة في بناء الهجمات، ليضيف الزابيري الهدف الثاني للأشبال في الدقيقة 29 بعد تمريرة حاسمة من زميله معما الذي توغل من الجهة اليمنى ومرر كرة مثالية وضعها الزابيري في الشباك على الطائر، موقعا خامس أهدافه في البطولة.
المنتخب الأرجنتيني حاول العودة في المباراة عبر بعض المحاولات المحتشمة، أبرزها تسديدة كاريزو في الدقيقة 24 التي مرت بمحاذاة القائم، لينتهي الشوط الأول بتفوق مستحق للعناصر الوطنية بهدفين نظيفين.
ومع بداية الشوط الثاني، واصل الأشبال اندفاعهم الهجومي، وكاد الصادق حسام في الدقيقة 49 أن يضيف الهدف الثالث بعد مرتدة سريعة انتهت بتسديدة الزابيري التي مرت قريبة من القائم، بعدها، اعتمد المنتخب الوطني على انضباطه الدفاعي المحكم وسد جميع المنافذ أمام المحاولات الأرجنتينية التي افتقدت للنجاعة، في ظل تألق الحارس إبراهيم غوميز وصلابة خط الدفاع.
ليطلق حكم اللقاء صافرة النهاية معلنا فوز المغرب بهدفين دون مقابل، معلنا تتويج أشبال الأطلس بكأس العالم للشباب للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم المغربية والعربية، والثانية على الصعيد الإفريقي بعد غانا سنة 2009.
جيل بنشاوش، الصادق، جاسيم، معما، باعوف، الزابيري، وبيار، تحت قيادة المدرب الداهية محمد وهبي، كتب صفحة خالدة في سجل كرة القدم الوطنية، وواصل سلسلة الإنجازات التي بدأها جيل 2005 في مونديال الشباب، ومرورا بملحمة المنتخب الأول في مونديال قطر 2022، وأولمبياد باريس 2024.
هذا الإنجاز ذهبي سيظل راسخا في الذاكرة، وحدث استثنائي يعلن ميلاد جيل مغربي جديد كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة العالمية.
التعليقات 0