اعتبر الإطار الوطني محمد الحيمر أن المشاركة الحالية للمنتخب الوطني لأقل من 17 سنة في نهائيات كأس العالم للناشئين المقامة بقطر، تأتي في سياق مختلف تماما عن المشاركات السابقة، بعد التحول الكبير الذي عرفته كرة القدم المغربية على مستوى الفئات السنية، وارتفاع سقف التطلعات لدى الجماهير والمتتبعين.
وقال الحيمر، في مرور له ضمن برنامج “آشكاين في الرياضة” الذي يبث عبر القناة الرسمية لجريدة “آشكاين” على يوتيوب: “المنتخب الوطني هو حامل لقب كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، كما أن عددا من اللاعبين عايشوا مشاركة منتخب أقل من 20 سنة في المونديال، وهذا خلق نوعا من المنافسة بين المنتخبات السنية ورفع سقف الانتظارات، لم نعد نشارك فقط من أجل الظهور المشرف، بل أصبح الهدف تحقيق الألقاب.”
وأوضح الإطار الوطني أن هذا التحول في الذهنية خلق ضغطا إضافيا على العناصر الشابة، قائلا: “التتويج بمونديال الشباب جعل اللاعبين يشعرون بأن عليهم تكرار الإنجاز، وهذا ولد ضغطا كبيرا عليهم، خصوصا أنهم في سن صغيرة ولا يملكون بعد المناعة الذهنية الكافية للتعامل مع رهانات البطولات الكبرى.”
كما تطرق الحيمر إلى الظروف الصعبة التي واجهها المدرب نبيل باها قبل وأثناء البطولة، مشيرا إلى غياب عدد من الأسماء الأساسية، وقال: “باها واجه عدة إكراهات، أبرزها غياب لاعبين مهمين مثل الوهابي وإلياس بالمختار، وهما من الركائز الأساسية في المنتخب، هذا النقص أثر على التوازن العام للتشكيلة وعلى مستوى الاطمئنان الجماعي داخل الفريق.”
وفي تحليله لأداء المنتخب خلال المباراة الأولى أمام اليابان، أشار الحيمر إلى أن الانطلاقة كانت واعدة لكن غابت عنها النجاعة الهجومية، وأضاف: “المنتخب بدأ اللقاء بشكل جيد، لكنه لم يستثمر الفرص التي أتيحت له في البداية، لو سجلت إحداها لكانت المباراة أخذت منحى مختلفا تماما، بعدها لوحظ نوع من التراجع غير المبرر والتحفظ الزائد من الخسارة، رغم أن المباراة الأولى عادة ما تكون مفتاح البطولة.”
وختم الحيمر حديثه بالإشادة بقدرات اللاعبين، معتبرا أن الإطار التقني بقيادة باها يبذل مجهودا كبيرا على المستوى الذهني والتحفيزي لإعادة روح المنافسة التي ميزت المنتخب خلال كأس إفريقيا: “الجميع يعرف القيمة الفنية للاعبين مثل لعبد الله وازان وزياد باها، الذي تأثر معنويا بعد تعثر انتقاله إلى ريال مدريد، لكن الطاقم التقني يشتغل على الجانب النفسي لاستعادة الثقة والروح القتالية، الأخطاء التي ظهرت فردية ويمكن تجاوزها مع التراكم والخبرة.”

التعليقات 0