ممارسات داخل مديرية التحكيم تجبر كربوبي على الإعتزال

في قرار مفاجئ وصادم للوسط الكروي الوطني، أعلنت الحكمة الدولية بشرى كربوبي، اعتزالها النهائي لمجال التحكيم، بعد مسار دام 25 سنة رفعت خلاله الراية المغربية في كبريات المحافل القارية والدولية، قبل أن تدفعها بعض الممارسات داخل المديرية التقنية الوطنية للتحكيم، إلى مغادرة المستطيل الأخضر، وتوديع الصافرة بشكل رسمي.

ونشرت كربوبي بيانا مؤثرا عبر حساباتها الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، توجهت فيه إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، برسالة اعتزال رسمية، تضمنت إشادة بالدعم الذي حظيت به من الجامعة، وعلى رأسها توجيهات الملك محمد السادس، الداعمة لتطوير الرياضة النسوية.

ودونت الحكمة الدولية، انها كانت دائما فخورة بتمثيل المغرب في مختلف التظاهرات الدولية كلما طلب منها، معتبرة أن دعم الجامعة كان موجها أساسيا لمسارها التحكيمي الذي بصمت فيه على حضور لافت واسم بارز قاريا ودوليا.

وكشفت كربوبي في المقابل، عن أسباب صادمة وراء قرار الاعتزال، حيث تحدثت عن ممارسات أربكت المسير وشوشت على الإنجازات، وجعلت المشروع الذي كانت جزءا منه يجهض عملها، مشيرة بأصابع الاتهام إلى مدير المديرية التقنية للتحكيم وبعض أعضائها، دون الدخول في تفاصيل إضافية.

وختمت كربوبي بيانها، برسالة قوية موجهة لمن تسبب في قرارها بالاعتزال عن سن مبكر، كتبت فيها: “يا من آذيتمونا ممعنين، لا تطمئنوا، فأنتم حاضرون في كل سجدة وفي كل صلاة، وسيحكم اللّٰه بيننا وهو خير الحاكمين، وحسبي اللّٰه ونعم الوكيل.“

وبصمت كربوبي على مسار استثنائي حافل بالإنجازات، أبرزها كونها أول امرأة تدير مباراة في البطولة الاحترافية، وأول حكمة تقود نهائي كأس العرش، جمع بين الجيش الملكي والمغرب التطواني عام 2020.

وسبق للحكمة الدولية أن دخلت التاريخ قاريا بتحكيمها مباريات في كأس أمم إفريقيا للرجال (نسخة الكوديفوار 2023)، وشاركت في كأس العالم للسيدات 2023، إضافة إلى تتويجها بجائزة أفضل حكمة إفريقية لعام 2024، وجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، بالإضافة إلى احتلالها المرتبة الخامسة في تصنيف الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم عام 2024.

رحيل بشرى كربوبي، إحدى أبرز الوجوه التحكيمية في الساحة الوطنية والقارة الإفريقية، يأتي في وقت تعيش فيه منظومة التحكيم المغربية مرحلة انتقالية دقيقة، حيث تستعد المملكة المغربية لاستضافة نهائيات كأس الأمم الإفريقية، بداية من 21 دجنبر القادم وإلى غاية 18 يناير 2026، وهو المحفل الذي كان من المفترض أن تكون فيه كربوبي من الدعامات الرئيسية للتحكيم في البطولة، وأحد الوجوه المشرفة لراية الوطن إلى جانب رفقاء دربها في المجال، حمزة الفارق وجلال جيد وغيرهم من الأسماء.