البركاوي.. من كابوس ركلة 2021 إلى بطل حاسم في 2025

بعد أربع سنوات من إضاعة ركلة ترجيحية مؤلمة أمام المنتخب الجزائري، في ربع نهائي كأس العرب 2021، يعود كريم البركاوي اليوم بصورة مغايرة تماما، بعدما كان حاسما ومسؤولا أولا عن قيادة المنتخب الوطني المغربي الرديف إلى نصف نهائي النسخة الحالية من البطولة، بفضل مجهودات كبيرة وأهداف مصيرية جعلت منه النجم الأبرز في كتيبة الناخب الوطني طارق السكتيوي.

ومنذ انطلاق منافسات البطولة العربية، بصم البركاوي على حضور قوي وفعال، بعدما سجل ثلاثة أهداف حاسمة كان لها الأثر المباشر في بلوغ العناصر الوطنية الدور قبل النهائي للمرة الثانية في تاريخ مشاركات الكرة المغربية بالمسابقة.

وافتتح مهاجم نادي الظفرة الإماراتي عداده التهديفي في الجولة الأولى من دور المجموعات، أمام منتخب جزر القمر، قبل أن يعود ليوقع هدف الفوز الثمين أمام المنتخب السعودي في الجولة الثالثة والأخيرة، وهو الانتصار الذي منح العناصر الوطنية صدارة المجموعة الثانية برصيد سبع نقاط.

ولم يتوقف تألق البركاوي عند دور المجموعات، إذ واصل تقديم مستويات مميزة في أدوار خروج المغلوب، فبعد مردوده الجيد أمام المنتخب السوري في ربع النهائي، عاد مساء أمس ليهز شباك المنتخب الإماراتي في دور النصف، مفتتحا التسجيل ومعبدا الطريق نحو التأهل إلى النهائي المنتظر.

البركاوي، البالغ من العمر 30 سنة، يعد خريج مدرسة نادي حسنية أكادير، قبل أن يشد الرحال نحو الدوريات الخليجية سنة 2020، عبر بوابة الدوري السعودي مع نادي الرائد، حيث دخل تاريخ النادي كأفضل هداف له بعد خمسة مواسم، سجل خلالها 61 هدفا في 121 مباراة ضمن منافسات دوري روشن.

ورغم كونه يلعب أساسا كمهاجم صريح، لم يبدي ابن غزالة سوس أي تحفظ على اختيارات الناخب الوطني طارق السكتيوي، الذي اعتمد عليه كجناح أيمن، وهو مركز لم يسبق للبركاوي أن شغله خلال مسيرته الاحترافية، ليظهر مرة أخرى مرونته التكتيكية ونضجه الفني أمام دفاعات قوية ومتمرسة.

وبات البركاوي اليوم على بعد خطوة واحدة من التتويج بأول لقب في مسيرته الاحترافية، بعد سنوات من سوء الحظ، كان آخرها خسارة نهائي كأس العرش مع حسنية أكادير سنة 2019 ضد الاتحاد البيضاوي، والإقصاء المرير في كأس الكونفدرالية الإفريقية في نفس العام امام الزمالك المصري، إضافة إلى خيبة البطولة العربية 2021.

ويأمل مهاجم أسود الأطلس، في مصالحة الجماهير المغربية بشكل نهائي، وتعويض ركلة الترجيح الضائعة قبل سنوات، عبر تسجيل هدف حاسم في نهائي يوم الخميس المقبل أمام المنتخب الأردني، بداية من الساعة الخامسة مساء، على أرضية ملعب لوسيل الأيقوني، وهو الهدف الذي قد يضعه أيضا على عرش هدافي البطولة.

البركاوي يجسد اليوم نموذج اللاعب المغربي الذي لم تكسره لحظة إخفاق، بل حولها إلى دافع للإصرار والعمل، ليعود أقوى، ويكتب اسمه بأحرف من ذهب في سجل البطولة العربية وكرة القدم الوطنية.

مواضيع ذات صلة

16 ديسمبر 2025 - 20:05

البنيات التحتية الرياضية.. المغرب يرسخ مكانته كمرجع دولي (ماركا)

16 ديسمبر 2025 - 19:08

حكيمي يسطع في تشكيلة “THE BEST 2025“ لأفضل 11 لاعب في العالم

16 ديسمبر 2025 - 18:10

كأس إفريقيا 2025.. تونس وطموح استعادة الهيبة أمام كبار القارة

16 ديسمبر 2025 - 17:20

كريستال بالاس يقود سباق التعاقد مع الواحيدي

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.