بعد إعادة تشكيله، المنتخب الكاميروني يتطلع إلى المنافسة بقوة على الكان

انطلاقا من كونه إحدى القوى الكبرى في عالم كرة القدم الإفريقية، يستعد المنتخب الكاميروني، الذي يجر وراءه إثرا كرويا زاخرا، لخوض غمار كأس إفريقيا للأمم (2025), وكله أمل للتطلع نحو اللقب القاري رغم المنافسة الشديدة من طرف خصوم من العيار الثقيل. 

وباعتباره ثاني أكثر الدول تتويجا في تاريخ البطولة (5 ألقاب)، أصبح المنتخب الكاميروني، الوفي للقب “الأسود الغير المروضين”، معتادا على صعود منصة التتويج، ليبقى بذلك من أبرز المرشحين الدائمين للفوز بالكأس الإفريقية المرموقة، بفضل خزان لا ينضب من المواهب. 

وعشية الموعد الإفريقي الكبير، كشف المدرب ديفيد باجو، الذي تولى حديثا مسؤولية تدريب المنتخب، عن قائمة من 28 لاعبا، مكلفين بحمل أحلام ملايين المشجعين المتعطشين للمجد الكروي، عقب إقصاء مؤلم في نصف نهائي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية. 

خلال المنافسة القارية، سيعتمد المنتخب الكاميروني على تشكيلة تمزج بين عناصر ذات خبرة كبيرة وموجة جديدة من المواهب، أثبتت جدارتها في أكبر البطولات الأوروبية، لتكوين تشكيلة قوية قادرة على التقدم بعيدا في البطولة. 

ومن أبرز الغائبين عن القائمة، نجد أندريه أونانا، فنسنت أبو بكر، ومايكل نغاديو، وهم ركائز أساسية في حراسة المرمى والهجوم والدفاع على التوالي. ولتعويض هذا النقص، منح المدرب الكاميروني الفرصة لمواهب جديدة مثل إريك جونيور دينا إبيمبي (بريست) والمواهب الواعدة كريستيان كوفاني (ليفركوزن)، الذين سيخوضون أولى مبارياتهم مع الأسود الغير المروضين، إلى جانب لاعبين دوليين مخضرمين لا تزال خبرتهم وأهميتهم ضرورية. 

رغم أن المنتخب سيشارك في البطولة بمزيج من اللاعبين المخضرمين والنجوم الصاعدة، فإن مهمته تبدو معقدة، خصوصا أنه وضع في مجموعة صعبة تضم الكوت ديفوار حامل اللقب، والغابون، ثم موزمبيق. 

وسيفتتح المنتخب الكاميروني مشواره بمواجهة الغابون على أرضية الملعب الكبير بأكادير، من دون خدمات اللاعبين فيدل بريس أمبينا وجان تشارلز كاستيليتو، بعد تعرضهما للإصابة. وقد تم استبدالهما بأرنولد مايل كامديم، لاعب الوسط الدفاعي لنادي سينوب البرازيلي، وشي مالون فوندو، مدافع نادي اتحاد العاصمة الجزائري. 

ومع ذلك، فإن هذه التغييرات في التشكيلة الوطنية وتعيين طاقم فني جديد بدلا من مارك بريس، تثير تساؤلات حول التماسك والتناغم داخل المنتخب وقدرته على تقديم أداء جماعي مستقر ومنتظم. 

وبوجود جمهور شغوف وذي مطالب عالية، سيكون على الأسود الغير المروضين تعزيز الانضباط التكتيكي، استعدادا لبطولة ي توقع أن تكون صعبة، حيث تعد جميع الفرق بإظهار أفضل ما لديها لإرضاء جماهيرها. 

وفي سعيهم نحو النجمة السادسة، ي توقع من الأسود الغير المروضين تقديم فريق منظم ومنضبط، قادر على منافسة أكبر الأمم الكروية في الوقت الراهن.