بعد غياب طويل عن الملاعب الإفريقية منذ نكسة “كان 2024” بساحل العاج في يناير الماضي، يعود المنتخب الوطني المغربي إلى أجواء القارة السمراء، حيث سيواجه مساء اليوم الجمعة نظيره الغابوني، في مباراة حاسمة لحساب الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2025، المقررة بالمغرب بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026.
المغرب أمام تحدي الغابون
يدخل أسود الأطلس اللقاء وهم في صدارة المجموعة الثانية بـ12 نقطة بعد أربعة انتصارات متتالية، بينما يحتل منتخب الغابون المركز الثاني برصيد 7 نقاط، بعد ضمان تأهله إلى النهائيات عقب فوز ليسوتو على إفريقيا الوسطى.
ويعتبر هذا اللقاء أول اختبار رسمي للمنتخب المغربي خارج أرض الوطن منذ خروجه المفاجئ أمام جنوب إفريقيا في دور الـ16 لكأس أمم إفريقيا الأخيرة، وهو ما يُعطي المباراة طابعًا خاصًا، خاصة مع رغبة اللاعبين والجهاز الفني في إثبات الجاهزية التامة.
اختبار جديد للاعبين الجدد
سيكون اللقاء فرصة لبعض اللاعبين الجدد على غرار إبراهيم دياز ورضا بلحيان لاكتشاف أجواء الكرة الإفريقية التي تمتاز بصعوبة ظروفها المناخية، حيث ستقام المباراة بمدينة فرانسفيل الغابونية، في أجواء حارة ورطبة، بدرجات حرارة تتجاوز 25 درجة ورطوبة تصل إلى 90%.
التفوق التاريخي الطفيف
التاريخ يقف نسبيًا إلى جانب المنتخب المغربي، الذي حقق 10 انتصارات في 20 مواجهة جمعته بالغابون، فيما فاز الأخير في 6 مباريات وانتهت 4 بالتعادل. ومع ذلك، لم يسبق لأسود الأطلس الفوز على أرض الغابون منذ 2002، عندما تغلبوا بهدف نظيف سجله يوسف شيبو في ليبروفيل ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا.
الركراكي: “المهمة لن تكون سهلة”
أكد الناخب الوطني وليد الركراكي أن الفوز على الغابون في مباراة الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف لا يعني أن مباراة اليوم ستكون سهلة، خاصة بالنظر إلى الظروف الصعبة التي سيُجرى فيها اللقاء. وأضاف: “نطمح لتحقيق الفوز الخامس على التوالي، لكننا ندرك أن الغابون منتخب قوي على أرضه”.
نحو تعزيز الصدارة
تطمح كتيبة أسود الأطلس لتحقيق انتصار جديد يعزز صدارة المجموعة ويدعم الاستعدادات لنهائيات “كان 2025″، خاصة أن هذا اللقاء يشكل فرصة مهمة لقياس مدى جاهزية اللاعبين قبل المواعيد الكبرى المقبلة.
وفي قراءة تسبق المباراة المرتقبة للمنتخب المغربي، أكد المعلق الرياضي المغربي نور الدين أيت علي أن مباراة الغابون تشكل محطة هامة في استعدادات المنتخب الوطني لكأس أمم إفريقيا 2025، التي سيستضيفها المغرب. وأضاف أن المدرب وليد الركراكي استفاد من خوض أغلب المباريات على أرضية الميدان بالمغرب، ما ساهم في تخفيف الضغط على اللاعبين، خصوصًا أن المنتخب المغربي متأهل مسبقًا بصفته البلد المستضيف. وأوضح أن هذا الوضع أتاح الفرصة لتجريب أكبر عدد من اللاعبين.
وأشار أيت على في تصريح لموقع “أشكاين سبورت” إلى وجود تحسن ملحوظ على مستوى الهجوم، لكنه عبّر عن بعض التحفظات بشأن خطي الوسط والدفاع، قائلاً: “إلى حدود الساعة، لم تظهر ملامح التشكيلة المثالية التي تنتظرها الجماهير المغربية”.
وحول أهمية مواجهة الغابون، أوضح أنها تأتي في سياق تحضير المنتخب لكأس إفريقيا من جهة، ومن جهة أخرى لأن المنتخب الغابوني يعد خصمًا قويًا، حيث سجل التاريخ تفوقًا طفيفًا للمنتخب المغربي بسبعة انتصارات مقابل ستة للغابون.
كما اعتبر أيت علي أن هذه المباراة فرصة للمنتخب المغربي لاختبار جاهزيته في الأجواء الإفريقية، خاصة بعد غياب طويل عن اللعب خارج الميدان. وأضاف أن المواجهة تشكل مناسبة لبعض اللاعبين الذين يخوضون أول تجربة لهم مع المنتخب بعيدًا عن الملاعب المغربية، مثل إبراهيم دياز، لاعب ريال مدريد الإسباني.
وعن القلق القائم حول خط الدفاع، أبدى أيت علي رأيه بأن المدرب كان يمكنه استدعاء مدافع إضافي لتعزيز التشكيلة بدل الاعتماد على أربعة حراس مرمى، مقترحًا اسم جواد الياميق، الذي يقدم أداءً متميزًا مع نادي الوحدة السعودي. وشدد على ضرورة حسم الركراكي في اختياراته على مستوى خطي الوسط والدفاع، حيث لا تزال التشكيلة تعرف عدم الاستقرار ، خلافًا لخط الهجوم الذي يشهد تطورًا ملحوظًا.
ويتصدر المنتخب الوطني المغربي حاليًا ترتيب المجموعة الثانية في التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الإفريقية برصيد 12 نقطة، بعد أن حقق أربعة انتصارات. جاءت هذه الانتصارات على حساب منتخب إفريقيا الوسطى بفوز كبير بثمانية أهداف لصفر في مجموع المباراتين، وعلى منتخب الغابون بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في مركب أدرار بأكادير، وكذلك على منتخب لوسوتو بهدف نظيف في نفس الملعب.
التعليقات 0