بعد مرور ثماني جولات فقط على انطلاق منافسات البطولة الاحترافية للموسم الكروي الحالي، برزت ملاحظة واضحة، تشمل تراجع أداء عدد من اللاعبين الذين تألقوا بشكل لافت في المواسم السابقة، وخاصة أولئك الذين حملوا قميص المنتخب الوطني المحلي في كأس أمم إفريقيا للمحليين الأخيرة، التي أقيمت خلال شهر غشت الماضي في كل من تنزانيا كينيا واوغندا، وعرفت تتويج أسود البطولة للمرة الثالثة في تاريخ الكرة الوطنية.
هذا التراجع الجماعي في المستويات، يعزى في جانب كبير منه إلى ضغط رزنامة المباريات وتلاحم المسابقات القارية والمحلية، دون منح اللاعبين فترات كافية للراحة والاسترجاع، ما أثر سلبا على جاهزيتهم البدنية والذهنية.
على مستوى حراسة المرمى، برز المهدي الحرار كأحد الاستثناءات القليلة في هذا التراجع العام، إذ واصل حارس الرجاء الرياضي تقديم مستويات مميزة جعلته ضمن قائمة المنتخب الوطني الأول خلال التوقف الدولي الحالي.
في المقابل، لم يتمكن رشيد غنيمي (الفتح الرباطي) وعمر أقزداو (الوداد الرياضي) من فرض نفسيهما بعد عودتهما من الشان، فقد شارك غنيمي في مباراتين فقط، قبل أن يمنح المدرب سعد شيبا الفرصة للشاب طه بنغوزيل، بينما خرج أقزداو نهائيا من حسابات الطاقم الفني للوداد بقيادة محمد امين بنهاشم، ولم يدرج حتى ضمن قائمة الحراس الثلاثة للفريق الأحمر.
دفاع الرجاء الرياضي بدوره عرف تراجعا واضحا، خصوصا الثنائي يوسف بلعمري ومحمد بولكسوت، اللذين لم يقدما الأداء المنتظر منهما مقارنة بالمواسم السابقة، كما أن الثنائي شعيب العراصي والمهدي المشخشخ لم يحجزا مكانا في التشكيلة الأساسية، سواء في عهد المدرب السابق لسعد الشابي أو الحالي فاضلو دايفيس.
من جانبه، لم يقنع محمد مفيد جماهير الوداد بمردوده، رغم بدايته الأساسية مع الفريق، حيث طالبت الجماهير بعدم إشراكه ليفقد مكانه لصالح محمد بوشواري.
أما فؤاد الزهواني، الذي شارك في مونديال الناشئين رفقة أشبال الأطلس، فلم يتح له خوض دقائق كثيرة في البطولة، في حين واصل ثنائي الجيش الملكي أنس باش ومروان الوادني تقديم مستويات قوية جعلهما من أفضل مدافعي الدوري حاليا.
في خط الوسط، بدت ملامح عدم الاستقرار واضحة، فربيع حريمات، قائد الجيش الملكي وأفضل لاعب في الشان، لم يظهر بنفس الحماس والفاعلية رغم تسجيله خمسة أهداف حتى الآن، وهو ما جعل جماهير العساكر تأمل في استعادته لنسخته القديمة قبل انطلاق منافسات دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أفريقيا.
زميله في الفريق خالد أيت أورخان يعيش الوضع نفسه، بينما يعد صابر بوغرين من أبرز خيبات الرجاء هذا الموسم بعد أداء باهت لم يرقى إلى ما عرف به في السابق.
أيوب خيري من نهضة بركان فقد الكثير من بريقه مقارنة مع مردوده العام الماضي، في حين لم يشارك زميله رضى حجي بعد في أي دقيقة هذا الموسم، أما حسام الصادق، الذي تألق في مونديال الشباب، فينتظر عودته للمنافسة المحلية بعد إيقافه إثر طرده في الجولة السابعة أمام الكوكب المراكشي.
على الجانب الآخر، تراجع أداء أمين صوان بشكل ملحوظ في الفتح الرباطي، ولم يعد يمنح التوازن اللازم لخط الوسط كما كان في المواسم الماضية.
في الخط الأمامي، أثرت الإصابات بشكل مباشر على مردود أبرز المهاجمين، وعلى رأسهم أيوب المليوي، هداف الشان، الذي غيبته إصابة عضلية عن معظم مباريات نهضة بركان، ما انعكس سلبا على نتائج الفريق، خصوصا في نهائي كأس السوبر الإفريقي الذي خسره أمام بيراميدز المصري.
زميلاه يونس الكعبي وعماد الرياحي وجدا نفسيهما خارج حسابات المدرب معين الشعباني بعد العودة من البطولة القارية، في حين حافظ يوسف ميهري على مستواه الجيد مع الفريق البركاني.
أما باقي المهاجمين، كصلاح الراحولي (أولمبيك آسفي) وخالد بابا (الدفاع الجديدي) وسيف الدين بوهرة وأنس المهراوي، فقد عرفوا جميعا تراجعا واضحا، وبعضهم اختار الرحيل نحو دوريات خليجية أو أوروبية متوسطة دون بصمة تذكر.
هذا التراجع الجماعي، يطرح أكثر من علامة استفهام حول المخزون البدني للاعبين المحليين، ومستوى الإعداد البدني داخل الأندية الوطنية، إضافة إلى العامل النفسي المرتبط بالضغط المتواصل للمباريات والتنقلات، رغم الطفرة النوعية التي عرفتها الكرة الوطنية خلال السنوات الأخيرة، على الصعيد القاري والعربي.

التعليقات 0